الفرق بين السرد الزمني والسرد غير الخطي

السرد هو فن من الفنون الأدبية يهدف إلى تقديم الأحداث وتسلسلها بصورة تشد انتباه القارئ وتجعله يعيش اللحظات مع الشخصيات. يمكن تقسيم السرد إلى نوعين رئيسيين، هما السرد الزمني والسرد غير الخطي. سنتناول فيما يلي الفرق بين النوعين.

السرد الزمني

السرد الزمني هو نمط من السرد يُتبع فيه تسلسل الأحداث بشكلٍ خطي، أي يستند إلى الزمن ويعرض الأحداث كما حدثت بالترتيب. هذا النوع من السرد يجعل من السهل على القارئ متابعة القصة وفهمها.

خصائص السرد الزمني:

• الترتيب الزمني: يلتزم بترتيب الأحداث كما وقعت؛ بداية، منتصف، ونهاية.
• سهولة المتابعة: يساعد القارئ على متابعة وجهة نظر الشخصيات.
• الوضوح: يكون النص عادةً واضحًا وسهل الفهم.

أمثلة على السرد الزمني:

روايات مثل العجوز والبحر لأرنست همنغواي وألف شمس مشرقة لخالد حسيني تستخدم السرد الزمني بشكلٍ أساسي.

السرد غير الخطي

السرد غير الخطي، من جهة أخرى، يحتوي على تنقلات زمنية غير متزامنة. يمكن أن يبدأ النص في اللحظة الأكثر إثارة ثم يعود إلى الوراء لاستكشاف ظهور الشخصيات أو الأماكن. هذا النمط من السرد يعزز من عمق القصة ويتيح للكاتب تقديم معلومات بشكلٍ يثير الفضول.

خصائص السرد غير الخطي:

• التراجع للأحداث السابقة: يعيد الكاتب القارئ إلى الوراء في الزمن ليكشف تفاصيل تساهم في فهم القصة.
• البنية المعقدة: تحتاج عادةً إلى انتباه أكبر من القارئ للوصول إلى الخيوط التي تربط الأحداث.
• الإثارة والغموض: هذا النوع من السرد يمكن أن يثير فضول القارئ ويسمح للكاتب بخلق تشويق في القصة.

أمثلة على السرد غير الخطي:

أعمال مثل عائد إلى حيفا لغسان كنفاني والأشياء تتداعى لأشيمنغ مانجو تُستخدم فيها هذه التقنية بمهارة.

مقارنة بين النوعين

استنتاج

في نهاية المطاف، يملك كل من السرد الزمني والسرد غير الخطي خصائصه الفريدة. يعتمد اختيار الأسلوب على الرسالة التي يريد الكاتب توصيلها والأسلوب الفني الذي يفضله. قد يكون السرد الزمني هو الأنسب للحكايات التقليدية، بينما يمكن أن يُفضل السرد غير الخطي لقصص الغموض أو تلك التي تحتاج إلى عمق أكبر.

في كل الأحوال، تتطلب فنون السرد مهارات خاصة وقدرة على إقناع القارئ بجعلهم يرون ما وراء الكلمات.